اخبار

ألمانيا: وفاة شرطي أصيب في عملية طعن نفَّذها أفغاني استهدفت يمينياً متطرفاً

بعد يومين على عملية طعن نفَّذها رجل أفغاني استهدفت سياسياً من اليمين المتطرف، وجرح فيها 5 غيره، في مدينة مانهايم بغرب ألمانيا، توفي شرطي كان قد تدخل لوقف الاعتداء، وتعرَّض هو نفسه للطعن في رقبته.

شموع وزهور وقطعة من الورق مكتوب عليها «ضد الإرهاب» في مسرح الجريمة بساحة السوق في مانهايم الألمانية بعد يوم من حادث الطعن في مسيرة مناهضة للإسلامويين (أ.ب)

ونُقل الشرطي إلى المستشفى بجروح خطيرة، ولكنه توفي مساء الأحد متأثراً بجراحه، حسبما أعلن مكتب الادعاء العام الفدرالي الذي تسلَّم التحقيق في عملية الطعن.

والشرطي البالغ من العمر 29 عاماً، هو الوحيد الذي توفي في الاعتداء الذي استهدف تجمعاً مناهضاً للإسلامويين كان يديره السياسي المتطرف مايكل شتورزنبيرغر، وكان هو هدف العملية.

وأصيب السياسي بجروح نُقل على أثرها إلى المستشفى، ولكنها لم تكن خطيرة. وأظهر شريط فيديو للاعتداء أن الشرطي تدخل فوراً لدى بدء الهجوم، ولكنه بدا مرتبكاً في تحديد من هو منفِّذ عملية الطعن. وغفَّله الرجل الذي كان خلفه وسدد له عدة طعنات في رقبته، قبل أن يطلق شرطي آخر النار عليه.

وأصيب منفِّذ عملية الطعن بجروح لم تكن مميتة؛ لكن الشرطة لم تتمكن من استجوابه منذ تنفيذ العملية يوم الجمعة الماضي، وبالتالي ما زالت دوافعه مجهولة، رغم أن السلطات تقدِّر أنه استهدف التجمع بسبب مناهضته للإسلام. ولم يكن المتهم البالغ من العمر 25 عاماً معروفاً لدى الشرطة على أنه متطرف. وهو مولود في أفغانستان، ووصل إلى ألمانيا عام 2014، ويعيش في ولاية هيسه المجاورة لولاية بادن فورتمبيرغ؛ حيث نفَّذ عمليته، مع زوجته وولديه.

وتقول السلطات إنها تركز في تحقيقاتها على السكين الذي نفَّذ به عملية الطعن، وتريد أن تحدد مصدره، ومتى تم شراؤه، لكي تتمكن من تحديد ما إذا كانت عملية الطعن أُعِدَّت مسبقاً، أم أنها كانت من دون إعداد مسبق.

وتسبب الاعتداء في موجة إدانات واسعة في ألمانيا، وفتح الجدل مرة جديدة حول الخطر الذي يشكله المتطرفون في البلاد. وكتبت وزيرة الداخلية نانسي فيزر على منصة «إكس»، إن المعتدي «يجب أن يواجه أشد عقوبة»، وأضافت أن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد دوافع الاعتداء «ولكن سلطاتنا الأمنية تراقب عن كثب ساحة التطرف الإسلامي، ومستمرون في مواجهتها بقوة».

ضباط شرطة ألمان يحيون ذكرى زميل لهم في مانهايم بألمانيا الأحد بعد أن علموا بوفاته جراء تعرضه للطعن قبل يومين (أ.ب)

ودعا عدد من السياسيين إلى عدم التقليل من خطورة المتطرفين، وقالت زعيمة حزب «الخضر» ريكاردا لانغ، لإحدى القنوات التلفزيونية، إن «التطرف الإسلامي هو عدو لمجتمعنا الحر، وتجب معاملته على هذا الشكل من الجهة الأمنية والمجتمعية، ولا يمكن تبريره مطلقاً». وأضافت أنه في بعض الأحيان «هناك ميول لدى البعض للابتعاد عن هذا النقاش؛ لأنهم يظنون أنه قد يفيد اليمين المتطرف الشعبوي»، وتابعت بأن هذا التفكير «خطأ»، وأن تفادي النقاش في الموضوع سيلعب بيد الشعبويين. ودعت لانغ لإغلاق «مركز هامبورغ الإسلامي» الذي تراقبه المخابرات، وتقول إنه يتم التحكم به من طهران، وإن إيران تديره كمركز للتجنيد، ولنشر البروباغندا الإيرانية.

ضباط شرطة ألمان يحيون ذكرى زميل لهم في مانهايم بألمانيا الأحد بعد أن علموا بوفاته جراء تعرضه للطعن قبل يومين (أ.ب)

وكانت السلطات قد داهمت «المركز» العام الماضي، ودفعت بأدلة كانت تأمل أن تؤدي إلى إغلاقه، ولكن حتى الآن لم يحصل ذلك. وانتقدت لانغ استمرار فتح «المركز»، وقالت: «لا أفهم، لماذا ما زال المركز الإسلامي في هامبورغ مفتوحاً».

وبدأ اليمين المتطرف فعلاً استخدام العملية لانتقاد الحكومة. وشنت زعيمة حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف، أليس فايدل، هجوماً عنفياً على وزيرة الداخلية فيزر، بعد أن وقعت ضحية بيان مفبرك من الذكاء الاصطناعي، ظنت أنه صدر عن وزيرة الداخلية. وقال البيان المفبرك باسم وزيرة الداخلية، إنها «تحذِّر من تداول الشريط الذي يُظهر عملية الطعن؛ لأنه قد يفيد اليمين المتطرف».

وأنتج البيان أحد أفراد حزب «البديل لألمانيا» مستخدماً برنامج ذكاء اصطناعي، وظنت فايدل أنه صدر فعلاً عن فيزر. وقالت في أحد التجمعات الانتخابية بُعَيد الاعتداء، إن فيزر يجب ألا تبقى في منصبها، ووصفتها بأنها تشكل «عاراً»، وإنه «من المقرف أن أشخاصاً مثل فيزر ما زالوا في السلطة». واضطرت وزارة الداخلية لإصدار نفي رسمي للبيان، وقالت إنه مفبرك؛ داعية لوقف تداوله.

واضطرت فايدل للاعتذار لوزيرة الداخلية؛ لكنها قال في بيان إنها «ما زالت تتمسك بما قالته عنها»، وإن اعتذارها هو عن الاستناد إلى بيان مفبرك فقط.

إغلاق