تعد “الشاورما” أو “دونر كباب” من أشهر الوجبات السريعة في ألمانيا. لكن في السنوات الأخيرة، ارتفعت أسعار “الدونر” والبيتزا التركية وغيرها من الوجبات الشعبية بشكل ملحوظ، مما أثار حالة من عدم الرضى بين الناس، بحسب محطة التلفزيون الثانية الألمانية “ZDF”.
النقاش حول زيادة سعر هذه الوجبة الشعبية انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي وصل مؤخراً إلى البرلمان الألماني “البوندستاغ”. ولفتت النائبة عن حزب الخضر، هنا شتاينمولر، الانتباه إلى ارتفاع الأسعار خلال مناقشة الميزانية وتحدثت عن شكاوي شباب من الأعباء المتزايدة بسب هذا الارتفاع.
تأتي الزيادة في الاسعار عقب ارتفاع معدلات التضخم في السنوات الأخيرة. فقبل بضع سنوات، كان سعر “دونر كباب” يبلغ في أجزاء كثيرة من ألمانيا حوالي أربعة يورو، ولكن السعر هذه الأيام وصل إلى الضعف تقريباً في بعض الأماكن.
هل تعود الأسعار إلى سابق عهدها؟
رغم تراجع معدلات التضخم في ألمانيا في يناير/ كانون الثاني الماضي، تشير أرقام المكتب الفدرالي للإحصاء إلى أن أسعار المواد الغذائية أصبحت أكثر تكلفة. وبالإضافة إلى معدلات التضخم، تنشر هذه المؤسسة الفيدرالية أيضًا بيانات حول تطور أسعار المواد الغذائية المختلفة. وحسب بياناتها فإن أسعار اللحوم لم تصبح لوحدها أكثر تكلفة فحسب، بل ارتفعت كذلك أسعار الطماطم والخيار. ويواكب ذلك ارتفاع تكاليف الموظفين والطاقة التي زادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. وهو الأمر الذي انعكس على سعر “دونر كباب” والأغذية الأخرى. وفي هذا الصدد يقول أرمين فاليت، من مركز هامبورغ للمستهلكين: “بالطبع، يواجه مشغلو محلات دونر كباب ارتفاع أسعار الطاقة ومكونات الوجبات الغذائية”.
وحتى لو انخفضت أسعار الطاقة والمنتجين مرة أخرى، فإن مركز استشارات المستهلك في هامبورغ لا يتوقع خفض أسعار المنتجات الغذائية على المستوى الوطني لصالح المستهلكين. في هذا السياق يقول فاليت: “سيحاول تجار الجملة وشركات الأغذية العالمية على وجه الخصوص عدم التخلي عن عتبات الأسعار التي تم تجاوزها، أو بالأحرى الحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة”.
ولكن حتى لو كان لدى عشاق “الشاورما” أو “دونر كباب” في ألمانيا، أمل ضئيل في انخفاض الأسعار وعودتها إلى سابق عهدها، فمن غير المرجح أن يمتنعوا عن الاستمتاع بتناول وجبتهم الشعبية المفضلة في المستقبل.
المصدر : DW