اخبارالصحة والطب

“قراد الجمال” يصل إلى ألمانيا.. ما علاقة تغير المناخ؟

كشفت دراسة لمعهد روبرت كوخ بألمانيا، عن مجموعة أخطار جديدة تتعلق بتغير المناخ، من أهمها وصول “قراد الجمال”، القادر على حمل البكتيريا المسؤولة عن التيفوس إلى ألمانيا، لأول مرة.

ووفق الدراسة المنشورة أول يونيو/ حزيران بدورية “هيلث مونيترينج”، فإن قراد الجمال، وكذلك بعوض النمر الآسيوي، الذي يمكن أن ينشر حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس زيكا، هاجر إلى مناطق جديدة مثل ألمانيا، كانت في السابق شديدة البرودة بالنسبة لهذه الأنواع.

وأوضحت الدراسة أن هناك خطرا آخر يأتي من بكتيريا الضمة، التي تزدهر في المياه قليلة الملوحة فوق درجات حرارة تصل إلى حوالي 20 درجة مئوية، ويمكن أن تدخل إلى الجسم من خلال شقوق صغيرة في الجلد وتسبب مرضا شديدا لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة ما لم يتم علاجهم بسرعة بالمضادات الحيوية.

وكانت هناك عدة حالات بين السباحين المصابين ببكتيريا الضمة على ساحل بحر البلطيق الألماني في السنوات الأخيرة.

وبالإضافة لهذه الأمراض المنقولة بالنواقل، كشفت الدراسة عن أخطار أخرى لها علاقة بتغير المناخ، تسببت في وفاة نحو 4500 شخص خلال موجات الحر العام الماضي، ومنها أمراض الرئة الناجمة عن حرائق الغابات والغبار الزراعي، وضربات الشمس، وكذلك سرطان الجلد بسبب زيادة الأشعة فوق البنفسجية، حيث تشهد ألمانيا فترات أطول من الطقس الخالي من السحب، ويقول العلماء إن هذه الأمور ستصبح أكثر تواترا وتطرفا مع تقدم تغير المناخ.

والمشكلة ليست مقصورة على ألمانيا، فبين عامي 2004 و2018، تضاعف عدد الأمراض المبلغ عنها من لدغات البعوض والقراد والبراغيث بأميركا، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 760 ألف حالة، وتم اكتشاف تسع جراثيم جديدة تنتشر عن طريق البعوض والقراد أو تم إدخالها إلى الولايات المتحدة خلال هذه الفترة، كما اتسعت النطاقات الجغرافية التي ينشر فيها القراد مرض لايم، وداء الأنابلازما، وداء إيرليخ، وحمى الريكتسيات المبقعة.

وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأمريكا في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الشتاء المعتدل ودرجات الحرارة الأكثر دفئا، تمنح البعوض والقراد مزيدا من الوقت للتكاثر ونشر الأمراض وتوسيع موائلها في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ويتوقع خبراء مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الأمراض المنقولة بالقراد ستستمر في الزيادة وربما تزداد سوءا، وأشاروا إلى أن فصول الصيف الأطول والأكثر دفئا أتاحت للبعوض مزيدا من الوقت للتكاثر وانتشار الأمراض، مستشهدين بما حدث في عام 2012، حيث مهد شتاء معتدل وأوائل ربيع وصيف حار، الطريق لتفشي مرض فيروس غرب النيل في الولايات المتحدة، مما أدى إلى أكثر من 5600 مريض و286 حالة وفاة.

المصدر: العين الاخبارية

إغلاق